حذر معتمد المرجع الشيعي علي السيستاني في محافظة كربلاء، الجمعة، من مغبة استبعاد أي قائمة فائزة بالانتخابات من المشاركة في الحكومة المقبلة، فيما دعا الكتل السياسية الفائزة إلى الإسراع بتشكيل الحكومة.
وقال عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين وسط كربلاء، إن "إقصاء أي كتلة رئيسة عن المشاركة في الحكومة المقبلة سيهدد العملية الديمقراطية في العراق"، داعياً إلى "مشاركة جميع الكتل بالحوارات والمناقشات الجارية لتشكيل الحكومة لتعزيز ثقة المواطنين بالعملية الديمقراطية".
وأضاف الكربلائي أن "الكتل التي فازت في الانتخابات لها مؤيدوها، الأمر الذي يستدعي إشراكها بالحكومة حتى تثق الجماهير التي انتخبتها بالحكومة المقبلة، كما أن الذين صوتوا لصالح هذه الكتل يحتاجون إلى من يدافع عنهم في الحكومة".
ودعا الكربلائي الكتل السياسية إلى "الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة"، محذراً من أن "يشجع التأخير الجماعات الإرهابية على استهداف المواطنين".
وبين الكربلائي أن "الناس ينتظرون من الحكومة المقبلة توفير فرص العمل للعاطلين، وتحسين مستوى الخدمات، وقد أدى الناخبون ما عليهم وبقي على الحكومة أن تؤدي ما عليها".
وفي سياق آخر، وصف معتمد السيستاني التفجيرات التي شهدتها بغداد الأسبوع الماضي بـ "المتنوعة"، معتبراً أنها "كانت تهدف إلى إثبات وجود الجماعات التي تقف وراءها وقدرتها على تحقيق الأهداف التي تضعها"، بحسب قوله.
وكانت بغداد شهدت، خلال الأسبوع الحالي، تصعيداً أمنياً لافتاً إذ قتل وجرح نحو 191 شخصاً في سبعة تفجيرات، وقعت الثلاثاء، استهدف غالبيتها مبان سكنية في مناطق مختلفة من العاصمة، وبحسب قيادة عمليات بغداد، فإن الانفجار الأول وقع في شارع 60 في منطقة الشعلة وأدى إلى انهيار مبنى بالكامل، أعقبه انفجار ثان وقع قرب حسينية قمر بني هاشم في منطقة جكوك التابعة، بمنطقة الشعلة وأدى إلى انهيار مبنيين أحدهما يضم محلات تجارية، فيما وقع تفجيران آخران بعد أقل من ساعة كان أحدهما قرب أمانة بغداد في الصالحية وسط العاصمة، أدى إلى انهيار عمارة بالكامل، فيما وقع الآخر في منطقة الشرطة الرابعة جنوب بغداد، وانهارت عمارة بسببه، فيما وقع انفجاران آخران أحدهما في مبنى بمنطقة 84 بحي العامل جنوب بغداد أدى إلى انهيارها وتدمير عدد من البيوت المجاورة لها واحتراق عدد من السيارات، أما الثاني فاستهدف مبنى في حي الإعلام جنوب بغداد أسفر عن انهيار المبنى بشكل كامل.
وجاءت هذه التفجيرات بعد يومين فقط على وقوع ثلاثة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت، بحسب ما أعلنته قيادة عمليات بغداد، مقرات البعثات الدبلوماسية السورية والألمانية والمصرية والإيرانية ببغداد، وأسفرت عن مقتل 20 شخصاً وإصابة 253 آخرين.
يذكر أن خطب الجمعة التي تقام في كربلاء، والتي يتناوب على إلقائها أحمد الصافي، وعبد المهدي الكربلائي تعبر عن وجهة نظر مرجعية السيستاني، من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العراق.