عرض الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي يسخر من الولايات المتحدة لمحاولتها وقف البرنامج النووي الايراني جهاز طرد مركزي مطور يوم الجمعة قال المسؤولون انه سيخصب اليورانيوم بمعدل أسرع من الاجهزة الحالية.
وأقر الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يطالب بعقوبات اشد وطأة من الامم المتحدة ضد طهران بأن مثل هذه العقوبات لن تجدي بالضرورة لكنه قال ان الضغوط الدولية المستمرة قد تدفع ايران بمرور الوقت لمراجعة حساباتها النووية.
ووصف أحمدي نجاد في خطاب ألقاه بمناسبة اليوم الوطني للتقنية النووية معاهدة خفض الاسلحة النووية التي وقعها اوباما مع روسيا هذا الاسبوع بأنها " تصنع" يخفي نواياه الحقيقية.
وقال "نعتبر ان الاسلحة النووية ضد الانسانية."
واضاف خلال مراسم كشف خلالها النقاب عن نموذج لجهاز طرد مركزي من خلف ستار ابيض "طريق ايران النووي لا رجعة فيه. الامة الايرانية وصلت الى مرحلة جديدة لا تستطيع معها اي قوة ان تمنعها من التحرك بكل سرعة للامام للوصول الى الطاقة النووية السلمية."
وتخشى الدول الغربية من ان ايران تحاول تطوير اسلحة نووية لكن طهران تقول ان برنامجها مخصص كلية للاغراض السلمية.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي.جي كرولي ان " تباهي" ايران بقدراتها النووية قد يعزز المساعي لفرض عقوبات جديدة للامم المتحدة. واضاف ان البرنامج النووي السلمي لا يحتاج الى اجهزة طرد مركزي اكثر سرعة.
وقال "علينا أن نخلص الى أن ايران لديها نوايا شائنة فيما يتعلق ببرنامجها النووي وهذا يوضح السبب الذي يجعلنا نواصل العمل مع المجتمع الدولي بشأن اجراءات اضافية..عقوبات.. لنبين لايران أن هناك عواقب لعدم الوفاء بالتزاماتها."
وقال علي اكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية ان اجهزة الطرد المركزي من "الجيل الثالث" لديها قدرة فصل تبلغ عشر درجات أي ستة أمثال قدرة الفصل في الجيل الاول
ولكن لم يتضح متى ستقوم الاجهزة الجديدة بالتخصيب على نطاق شامل.
وقال صالحي للتلفزيون الايراني "في المستقبل القريب سنكون مستعدين لضخ الغاز في جهاز الطرد المركزي هذا (من الجيل الثالث)."
وأجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها ايران حاليا لتنقية اليورانيوم معدلة من تصميم يرجع الى السبعينات وعرضة للاعطال. ومن المعروف ان طهران كانت تجري اختبارات على طرازات جديدة منذ سنوات. ولم يتضح على الفور متى ستبدأ الاجهزة الجديدة العمل في تخصيب اليورانيوم بشكل كامل وهو أمر يقول محللون انه سيكون خطوة كبيرة.
وقال ديفيد اولبرايت مدير معهد العلوم والامن الدولي في واشنطن "لم يكن هذا غير متوقع وبالنظر الى ما يفعله اوباما فانني اعتقد انهم يحاولون بالفعل اظهار انهم يتغلبون على العقوبات."
واضاف "القضية الحقيقية هي هل هم قادرون على بناء هذه (الاجهزة) بالالاف أم.. بالعشرات. ومتى سيتم تركيب (هذه الاجهزة).. والسؤال الاخر هو هل تعمل جيدا..."
ويقول محللون غربيون ان ايران بالغت في السابق من حجم التقدم الذي تحرزه وذلك لدعم وضعها الداخلي بشأن برنامجهاالنووي وتعزيز موقفها التفاوضى مع القوى الكبرى.
وقال دبلوماسيون على صلة وثيقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لم يتضح السبب في ان ايران لم تختر الكشف عن احراز تقدم اكثر اهمية وعبروا عن اعتقادهم بانها تواجه مشكلات فنية او انها تتوخى الحذر بسبب الضوء المسلط حاليا على برنامجها النووي.
وتسعى القوى الغربية لكسب تأييد روسيا والصين لجولة رابعة من العقوبات ضد ايران بسبب برنامجها النووي.
ويريد اوباما الذي يستضيف قمة للامن النووي في واشنطن الاسبوع المقبل الحصول على دعمهما لاجراءات جديدة لردع ايران عن مواصلة ما يعتقد الغرب انها جهود سرية لتطوير اسلحة نووية. وتقول طهران ان برنامجها مخصص فقط للاغراض السلمية.
وقال اوباما انه ليس هناك ما يضمن ان تغير العقوبات بشكل تلقائي سلوك ايران.
وأشاد اوباما بما وصفه "بتحول هائل" من قبل روسيا في الجهود الرامية لحمل كل الدول وبصفة خاصة ايران وكوريا الشمالية على "البدء في الالتزام بقواعد معينة على الطريق".
وقاومت روسيا والصين لفترة طويلة نداءات بتشديد العقوبات على ايران لكنهما تنتقدان طهران الان لتجاهلها عروضا قدمتها لها القوى العالمية بهدف نزع فتيل القضية النووية.
